ذيل مراه الزمان (صفحة 1539)

فعلام يبقى الطرف فيه بقية ... أيروم أن يرد الجفون منام

أو أن يصون الدمع كي يطفى الجوى ... ولناره بين الضلوع ضرام

أو أن يكون ذخيرة هيهات ما ... لملمة من بعدها إيلام

هذا الذي عفا المضاجع خشية ... من أن تخيله لنا الأحلام

فعلام تجزع للحوادث ما اشتهت ... من بعده فلتصنع الأيام

بتنا نودعه وقد جاءته ... دار السلام تحية وسلام

ويقوم إجلالاً لديه ولم يحل ... إن الملائكة الكرام قيام

وافته من خلع القبول ملابس ... شرفت فليس ترى وليس ترام

وسرت إليه من الجنان نسيمة ... في طيها كلف به وغرام

فليهنه الدار التي لنعيمه ... فيها إذا زال النعيم دوام

دار له فيها السرور محقق ... لا كالحياة فان تلك منام

حيا الحياة ذاك الزمان فإنه ... لملابس بك للمكرمات حتام

وسقى العهاد عهوده فإذا رثت ... فالدمع إن ظن الغمام غمام

إن كان عاندنا الزمان بفقده ... فله بمن أبقى لما أنعام

أو غالنا في الشمس وهي منيرة ... فلقد سخا بالبدر وهو تمام

نجم به ألف الهدى وبنوره ... عادت وجوه الدهر وهي وسام

أبقى لنا منه الزمان بقية ... أثنى عليه بتركها الاسلام

شرف القضاء بعلمه وتشرفت ... بوجوده الأحكام والحكام

وبه علينا الدهر لما أن مضى ... منا إمام قام منه إمام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015