ذيل مراه الزمان (صفحة 1520)

وأطرقت إجلالاً له ومهابة ... وحاولت أن يخفى الذي بي فلم يخفا

وقد كان في قلبي خطوب كثيرة ... فلما التقينا ما نطقت ولا حرفا

قال وأنشدني أيضاً:

رضينا من وصالك بالكلام ... ومن بذل المودة بالسلام

فهل شيء يكون أقل من ذا ... لمشغوف بحبك مستهام

فيوم لا أراك بألف شهر ... وشهر لا أراك بألف عام

قال أخي رحمه الله وأنشدني أيضاً:

تمر الليالي لا أراك وإنني ... جليد على حكم الهوى وصبور

لقد طال عهدي باللقاء ولم أزل ... أرجى لقاكم والمحب شكور

ولولا رجائي أن ذا البين ينقضي ... قضيت وأن الموت فيه يسير

وقال أنشدني رحمه الله تعالى:

سعاد تسبني ذكرت بخير ... وتزعم أنني مذق خبيث

وإن مودتي زور ومين ... وإني للذي ألقى تبوث

ولست كذاك لا ردا عليه ... ولكن الملول هو النكوث

ولي وجد يجادبني إليها ... وشوق بين أحشائي حثيث

رأت ولهي بها وقم تم وجدي ... فلمتني كذا كان الحديث

سليمان بن عبد الله بن ابرين، ويقال ابن عمران، أبو الربيع قطب الدين الزيلعي الحنفي خادم المصحف العثماني الشريف بمقصورة الخطابة. كان شيخاً صالحاً زاهداً حسن السمت؛ سمع من ابن الزبيدي، وابن اللتي،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015