ذيل مراه الزمان (صفحة 1496)

ذلك إلا اليسير، وبعد الفراغ من عرضها، ركب إلى دار السعادة.

وفي يوم الأربعاء ثاني عشرين شعبان طافوا بالكسوة الشريفة التي عملت برسم الكعبة عظمها الله تعالى بمصر والقاهرة على العادة.

وفي ليلة الأحد عاشر رمضان المعظم احترقت اللبادين بدمشق الشمالية بكمالها، وجسر الكتبيين بأسره، وأكثر اللبادين القبلية العلو والسفل من ذلك جميعه، والفوارة والسوق الذي يليها للقماش المعروف بسوق عسا الله، وسقاية جيرون، ووصلت النار إلى الربع الملاصق لحمام الصحن من قبلية، فاحترق بعضه إلى باب درج العجم بوسط جيرون، وإلى جدر المسجد العمري الذي على درج باب الجامع الملاصق لسجن زين العابدين رحمة الله عليه إلى داخل مشهد علي رضوان الله عليه وإلى جدار دار الخشب وخزائن السلاح وإلى الرابع المستجد بجيرون قبالة درب العجم، واحترق أكثره، واحترق من الكتب ما يزيد على ستة آلاف مجلد، ومن عجيب الاتفاق أنه وجد وريقة عتيقة من كتاب وقد احترق أكثرها وبقي فيها مكتوب:

فوض الأمر راضياً ... جف بالكائن القلم

ليس في الرزق حيلة ... إنما الرزق بالقسم

ذل رزق الضعيف ... وهو لحم على وضم

وافتقار الغنى إذ ... يرهب الأسد في الأجم

إن للخلق خالقاً ... لا مرد لما حكم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015