ذيل مراه الزمان (صفحة 1229)

رق شرابي ونسيم الصبا فالعيش بالساقي عيش رقيق

إذا انقضى سكري وشاهدته ... حدد لي سكراً بخمر عتيق

مديرها مشمولة من كل ... شمائل القد القويم الرشيق

راح دع اللاحي على شربها ... يهوي به الريح مكاناً سحيق

ما العيش إلا أن تراني بها ... سكران لا أدري أين الطريق

إن قلت سكرى فنازلها ... هذا دم في الكأس منها أريق

تشابهت والصبح في نورها ... ففرق الساقي بفرق دقيق

ومرقب ثوب الضحى فانثنى ... من نزلها يرقى بخيط رقيق

لصاحبي موهت عن خانها ... فقلت قصدي نحو وادي العقيق

ومذ بدت كأساتها في الدجى ... غالظها عنها بثأر الفريق

وقال أيضاً - رحمه الله تعالى:

يا عائباً ما جرى ذكراه عن جلدي ... إلا عدمت اشتياقي نحوه جلدي

ولا سرى في الصبا من جنة خبرا ... إلا تأوهت من وجدي ومن كمدي

ولا عزمت على سلوانه غلطاً ... إلا وجدت خيالاً منه بالرصد

ولا ما تذكرت أياماً به سلفت ... إلا وضعت يدي خوفاً على كبدي

يا عائباً أقسمت عيني بطلعته ... مذ غاب لا نظرت يوماً إلى أحد

ما كان أيامي مقرونة بقربكم ... والشمل مجتمع والعيش في رغد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015