ذيل مراه الزمان (صفحة 1048)

وأنّستني أياد منك واضحة ... وقد هويت بأنياب من النوب

وصنت ماء مديحي أن يكدره ... بالحوض فيه وضيع غير متئب

إذا رأى سائلاً سالت حشاشته ... كأنه نطفة في ناظر كلب

أو جانحاً نحوه يرجو مساعفة ... بالجاه ضم جناحيه من الرهب

أو وارداً جوض علم بات يجهله ... يضن منه بماء منتن القلب

مولاي قد زاد بادي جودكم رحب ... شوقاً فبورك من زور ومن رحب

مبشرأ لك بالعمر الطويل كما ... تهوي وإدراك ما تبغيه من طلب

وإن سعيك سعي قد نجوت به ... وقد تقبل ما قربت من قرب

مولاي لا تنكرن تركي زيارتكم ... مع الدنو وكوني غير مقترب

فإن إقدام جدواكم علي وقد ... أوهي قوي الشكر يدعوني إلى الهرب

أين الذهاب عن اليم الخضم ولا ... يزال يتحفني بالجاه والذهب

ها أنت أترك فرضاً من مدائحه ... وقد أمنت من التأنيب والكذب

فدونك اليوم أعرابية نصفاً ... أزرت محاسنها بالخرد والعرب

نيطت صفاتك في لبانها درراً ... أربت على الدر بل أربت على الشهب

بالحفظ تصبح في الآفاق شاردة ... كذا إذالتها بالصون في الحجب

وقال يصف بعلبك ويعرض يذكر السلطان الملك الأشرف بن الملك العادل رحمه الله يقول:

إذا ما رمت إدراك الأمان ... وأحببت النجاة من الزمان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015