البغدادي الطفري

الفقيه المحدث، الواعظ أَبُو عبد الله: ذكره ابن النجار، وقال: جارنا بالطفرية.

حفظ القرآن في صباه، وقرأه بالروايات على أَبِي بَكْرِ بن الباقلاني الواسطي، وعلى عبد الله بن بكران الداهري. وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وقرأ العربية على أبي البركات الأنباري، وأبي محمد بن الخشاب، وصحب شيخنا أبا الفرج بن الجوزي، وقرأ عليه شيئا من مصنفاته في الوعظ وغيره.

وسمع الحديث من أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ المرقعاتي، وعبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف، وشهدة الكاتبة، ومن خلق كثير دونهم، وكتب بخطه كثيرا من الكتب والأجزاء، وكان يعقد مجلس الوعظ بجامع ابن بهليقا في كل جمعة، فبقي على ذلك مدة طويلة، ثم انقطع في بيته، لا يخرج منه إلا إلى الجمعة والجماعة، وكان يكثر الجلوس في المقابر، سمعت منه. وكان يسمع بقراءتي على مشايخنا، وكان صدوقا متدينا عفيفا، قليل المخالطة للناس، محبا للخلوة والانزواء، فقيها فاضلا، في المحفوظ للأحاديث، وحكايات السلف ويعرف طرفا صالحا من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015