ولم يبق من يرجى لإيضاح مشكل ... وأصبح ربع العلم وهو خراب
ثم قَالَ أَبُو المظفر: أصبحنا عملنا عزاه، وتكلمت فيه، وحضر خلق عظيم، وأنشد القادري العلوي:
الدهر عن طمع يغر ويخدع ... وزخارف الدنيا آلَدنية تطمع
وأعنة الآمال يطلقها الرجى ... طمعا وأسياف المنية تقطع
والموت آتٍ، والحياة مريرة ... والناس بعضهم لبعض يتبع
واعلم بأنك عن قليل صائر ... خبرا فكن خبرا بخير يسمع
لعُلاَ أبي الفرج الذي بعد التقى ... والعلم يوم حواه هذا المجمع
خبرٌ، عليه الشرع أصبح والهِاً ... ذا مقلة حرا عليه تدمع
مَن للفتاوى المشكلات وحلها ... من ذا لخرق الشرع يوما يرفع؟
من للمنابر أن يقوم خطيبها ... ولرد مسألة يقول فيسمع؟
من للجدال إذا الشفاه تقلصت ... وتأخر القوم الهزبر المصقع؟
من للدياجي قائما ديجورها ... يتلو الكتاب بمقلة لا تهجع
أجمال دين محمد، مات التقى ... والعلم بعدك، واستحم المجمع
يا قبره جادتك كل غمامة ... هطالة ركانة لا تقلع
قيل الصلاة مع الصلاة فِتْه به ... وانظر به يا رمل ماذا يصنع
يا أحمد أخذ أحمد الثاني الذي ... ما زال عندك مدافعا لا يرجع
أقسمت لو كشف الغطا لرأيتم ... وفد الملائك حوله تتسرع