يا صاحبي، هذه رياح أرضهم ... قد أخبرت شمائل الشمائل
نسيمهم سحيري الريح ... ما تشبهه روائح الأصائل؟
ما للصبا مولعة بذي الصبا ... أو صبا فوق الغرام القاتل
ما للهوى العذري في ديارنا ... أين العذيب من قصور بابل
لا تطلبوا ثاراتنا يا قومنا ... ديارنا في أذرع الرواحل
لله در العيش في ظلالهم ... ولي وكم أسار في المفاصل
واطربي إذا رأيت أرضهم ... هذا وفيها رميت مقاتلي
يا درة الشيخ سقيت أدمعي ... ولا ابتليت بالهوى مسائلي
ميلك عن زهو وميلي عن أسى ... ما طرب المخمور مثل الثاكل
قال: وأنشدنا لنفسه:
سلام على الدار التي لا نزورها ... على أن هذا القلب فيها أسيرها
إذا ما ذكرنا طيب أيامنا بها ... توقد في نفس الذكور سعيرها
رحلنا وفي سر الفؤاد ضمائر ... إذا هب نجدي الصبا يستثيرها
سحت بعدكم تلك العين دموعها ... فهل من عيونْ بعدها تستعيرها.
أتنسي رياض الروض بعد فراقها ... وقد أخذ الميثاق منك غديرها
يجعده مر الشمال وتارة ... يغازله كر الصبا ومرورها