منك. فتصدق أمير المؤمنين يومئذ بصدقات، وأطلق محبوسين.
قال: وتقدم أمير المؤمنين في هذه السنة بعمل لوح ينصب على قبر الإمام أحمد، ونقضت السترة جميعها، وبنيت بآجر مقطوع جديد، وبني لها جانبان، وبني اللوح الجديد، وفي رأسه مكتوب: هذا ما أمر بعمله سيدنا ومولانا أمير المؤمنين الإمام المستضيء بالله. وفي وسطه مكتوب: هذا قبر تاج السنة، وحيد الأمة، العالي الهمة، العالم العابد، الفقيه الزاهد. زاد القطيعي: الورع المجاهد، العامل بكتاب الله، وسنة رَسُول اللَّهِ.
قال: واستعظم كثير من الناس أمره بكتابة الإمام أحمد على لوحة، فإن عادة الخلفاء لا يقال لغير الخليفة: إمام الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رحمه الله. وكتب تاريخ وفاته، وآية الكرسي.
قال: وتكلمت في جامع المنصور هذه الأيام. فبات ليلته في الجامع خلق كثير. وختمت الختمات. واجتمع الناس بكثرة. فحرز الجمع بمائة ألف. وتاب خلق كثير. وقطعت شعورهم، ثم نزلت فمضيت إلى قبر