يومئذ المنبر، فقلت الكلمات، وحرز الجمع بخمسين ألفا. ثم صحب أبا الحسن بن الزاغوني، ولازمه، وعلق عنه الفقه والوعظ.

وذكر القادسي: أنه تفقه على أبي حكيم، وأبي يعلى بن الفراء.

وكذا ذكر ابن النجارة أنه بعد وفاة ابن الزاغوني قرأ الفقه والخلاف والجدل والأصول على أَبِي بَكْرٍ الدينوري، والقاضي أبي يعلى الصغير، وأبي حكيم النهرواني. وصار مفيد المدرسة.

وقرأ الأدب على أبي منصور الجواليقي. ولما توفي ابن الزاغوني في سنة سبع وعشرين طلب حلقته، فلم يعطها لصغره فإنه كان في ذلك العام قد احتلم كما تقدم فحضر بين يدي الوزير، وأورد فصلا في المواعظ، فأذن له في الجلوس في جامع المنصور.

قال: فتكلمت فيه، فحضر مجلسي أول يوم جماعة من أصحابنا الكبار من الفقهاء، منهم عبد الواحد بن سيف، وأَبُو علي بن القاضي، وأَبُو بَكْرِ بن عيسى، وابن قثامي وغيرهم. ثم تكلمت في مسجد معروف، وفي باب البصرة، وبنهر المعلى، فاتصلت المجالس، وقوي الزحام، وقوي اشتغالي بفنون العلوم. وسمعت على أَبِي بَكْرٍ الدينوري الفقه، وعلى أبي منصور بن الجواليقي اللغة. تتبعت مشايخ الحديث، وانقطعت مجالس أبي علي الراذاني - يعني الذي أخذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015