إذا ما آثرت سفاة السفيه ... عليَّ، فإني أنا الأسفه
فكم من فتى يعجب الناظرين ... له ألسن وله أوجه
ينام إذا حضر المكرمات ... وعند الدناءة يستنبه
قال: وقرأت في كتابه بخطه:
عجبا لي وقد مررت بآثارك ... إني اهتديت نهج الطريق
أتراني أنسيت عهدك ... فيها؟ صدقوا، ما لميت من صديق
قال ابن الجوزي: رأيت بخطه - يعني: أبا حكيم - على ظهر جزء له: رأيت ليلة الجمعة عاشر رجب سنة خمس وأربعين - فيما يرى النائم - كأن شخصا في وسط داري قائما، قلت: من أنت؟ قَالَ: أنا الخضر. قَالَ: تأهب للذي لا بد منه من الموت الموكل بالعباد ثم كأنه علم أني أريد أن أقول له: هل ذلك عن قرب؟ فقال: قد بقي من عمرك اثنا عشر سنة تمام سني أصحابك. وعمري يومئذ خمس وستون سنة.
قال ابن الجوزي: فكنت دائما أترقب صحة هذا، ولا أفاوضه في ذكره لئلا أنعي إليه نفسه، فمرض رحمه الله عليه اثنين وعشرين يوما.
وتوفي يوم الثلاثاء بعد الظهر ثالث عشر جمادى الآخرة من سنة ست وخمسين وخمسمائة، فكان مقتضى حساب منامه أن يبقى له سنة، فتأولت ذلك وقلت: لعله دخول سنة لإتمامها، أو لعله رأى في آخر سنة، ومات في أول الأخرى أو لعلها من السنين الشمسية. ودفن رحمه الله