المالكية: لَمْ يبقَ ببغداد من يراجع فِي علوم الدين مثله.

قرأ عَلَيْهِ جَمَاعَة من الْفُقَهَاء، وتخرج بِهِ أئمة، وأجاز لجماعة، وَمَا أظنه حدث.

وَكَانَ فِي مبدأ أمره متزهدا قبل دخوله فِي الْقَضَاء. وَكَانَ ذا جلالة ومهابة، وحسن شكل ولباس وهيئة، وذكاء مفرط، ولطف وكيس ومروءة، وتلطف بالطلبة، وعفة وصيانة فِي حكمه. وركبه دين فِي اَخر عمره.

توفي ليلة الجمعة ثاني عشرين جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وسبعمائة. وصلى عَلَيْهِ من الغد بالمستنصرية. وحضره خلق كثير. وَكَانَ يوما مشهودا، وكثر البكاء والتأسف والترحم عَلَيْهِ. ودفن بمقبرة الإِمام أَحْمَد، قريبا من الْقَاضِي أَبِي يعلى رحمهم اللَّه تَعَالَى.

ولجماعة من أهل بغداد فِيهِ مدائح ومراث كثيرة، مِنْهُم الشيخ تقي الدين الدقوقي محدث بغداد. فمن قَوْله فِيهِ من مرثية لَهُ:

خدين التقى، مذ كَانَ طفلًا ويافعا ... تسامت بِهِ تقواه عَن كُل مأثم

لَقَدْ كَانَ شيخا فِي الْحَدِيث بقية ... من السلف الماضين أهل التقدم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015