صبيان كثير، وانتدب لقراءتها الشيخ شرف الدين الفزاري، فقرأها فِي ثلاثة مجالس، اجتمع لَهَا فِي المجلس الأخير: ألف نفر أَوْ أَكْثَر، وَلَمْ يعهد فِي هذه الأزمان مثل ذَلِكَ، ثُمَّ حدث بها مرارا عديدة. ورحل إِلَيْهِ الحفاظ والطلبة " من الأقطار. وتكاثرت عَلَيْهِ الإِجازات من أطراف البلاد، ولزمه المحدثون.
قَالَ الذهبي: لا يدري مَا قرأه عَلَيْهِ الموصلي والمزي من الكتب والأجزاء. فأما البرزالي، فَقَالَ: سمعت منه بقراءتي عَلَيْهِ وقراءة غيري ثلاثة وعشرين مجلداً، وأكثر من خمسمائة جزء.
وممن سمع منه من الحفاظ والأكابر: الدمياطي، وابن دقيق العيد، والحارث، والقاضي! ي الدين سُلَيْمَان بْن حمزة، والشيخ شمس الدين بْن الكمال - قرأ عَلَيْهِ عدة أجزاء، وَمَاتَ قبله - والشيخ تقي الدين ابْن تيمية، وابن جَمَاعَة. ورحل إِلَيْهِ أَبُو انفتح بْن سيد النَّاس. فوجده مَات قبل وصوله بيومين، فتألم لِذَلِكَ.