عَبْد الدائم؟ فرجح فضيلته عَلَى فضيلة ابْن عَبْد الدائم.

وَقَالَ الذهبي: كَانَ فقيها عارفا بالمذهب، فصيحا، صادق اللهجة. يرد عَلَى الطلبة، مَعَ الورع والتقوى، والسكينة والجلالة.

وَقَالَ أيضًا: كَانَ فقيها إمامًا فاضلًا، أديبا زاهدا صالحا خَيِّراً، عدلًا مأمونا، وَقَالَ: سألت المزي عَنْهُ؟ فَقَالَ: أحد المشايخ الأكابر، والأعيان الأماثل، من بَيْت العلم والحَدِيث، قَالَ: ولا يعلم أَن أحدا حصل له من الحظوة في الرواية فِي هذه الأزمان مثل مَا حصل لَهُ.

قَالَ شيخنا ابْن تيمية: ينشرح صدري إِذَا أدخلت ابْن الْبُخَارِي بيني وبين رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيث.

وَكَانَ الشيخ فخر الدين فِي أول أمره يتعاطى السفر للتجارة، فلما أسَن لزم بيته متوفرا عَلَى العبادة والرواية، وَلَمْ يتدنس من الأوقاف بشيء، بلى هُوَ وقف عَلَى مدرسة عمه الحافظ ضياء الدين من ماله، حدث من بعد العشرين والستمائة، وسمع منه الحفاظ والمتقدمون عُمَر بْن الحاجب - وَمَاتَ سنة ثلاثين وستمائة - والحافظ زكي الدب. المنذري، والرشيد العطار، حافظ الديار المصرية، وتكاثر عَلَيْهِ الطلبة من نحو الخمسين والستمائة، وازدحموا بَعْد الثمانين، حَتَّى كَانَ يَكُون لَهُمْ فِي اليوم الْوَاحِد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015