وَقَالَ غيره: ودرس بدار الْحَدِيث الأشرفيه بالسفح، وشهد فتح طرابلس مَعَ السلطان الْمَلِك الْمَنْصُور. وَكَانَ شابا مليحا مهيبا، تام الشكل يديناً، لَيْسَ لَهُ من اللحية إلا شعيرات يسيرة، وَكَانَ مليح السيرة، ذكيا مليح الدروس، لَهُ قدرة عَلَى الحفظ، ومشاركة جيدة فِي العلوم، وَلَهُ شعر جيد، فمنه:

آيات كتب الغرام أدرسها ... وعَبرتي لا أطيق أحبسها

لبس ثوب الضنى عَلَى جسدي ... وحلة الصبر لست ألبسها

وشادن مَا رمى بمقلته ... إلا سبى العالمين نرجسها

فوجهه جنة مزخرفة ... لكن بنبل الجفون يحرسها

وريقه خمرة معتقة ... دارت عَلَيْنَا من فِيهِ أكؤسها

يا قمرا أصبحت ملاحته ... لا يعتريها عيب يدنسها

صِل هائما إن جرت مدامعه ... تلحقهما زفرة تيبسها

توفي يَوْم الثلاثاء ثاني عشر جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وستمائة، بمنزله بقاسيون وصلَّى عَلَيْهِ ضحوة يَوْم الأربعاء خارج جامع الجبل، وحضره نائب السلطنة والأمراء والقضاة والأعيان، ودفن عند أبيه وجلى، رحمهما اللَّه تَعَالَى وَكَانَ عمره ثمانية وثلاثين سنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015