البغدادي الأديب، موفق الدين أَبُو مُحَمَّد.
قَالَ ابْن الساعي: كَانَ إماما ثقة، أديبا فاضلًا، حافظاَ للقرآن، قيما بعلم العربية واللغة والنجوم، كاتبا شاعرا صاحب أمثال. وَكَانَ فقيرا ذا عيال. وَلَمْ يوافق نَفْسه عَلَى خيانة. ولي كتابة ديوان العرض.
قتل صبرا فِي الواقعة ببغداد سنة ست وخمسين وستمائة، وَقَدْ بلغ ستين سنة. رحمه اللَّه تَعَالَى.
سمعت أبا الْعَبَّاس أحمد بن علي بن عبد القاهر بْن الفوطي - ببغداد - سنة ثمان وأربعين، أَوْ سنة تسع يَقُول - وكتبه لنا بخطه - لما توفي العلامة أبو الفضائل الْحَسَن بْن مُحَمَّد الصنعاني اللغوي ببغداد رضي الله عنه: أوصى أَن يحمل إِلَى مَكَّة ليدفن بها. فلما حمل عمل جدي موفق الدين عَبْد القاهر بْن الفوطي فِيهِ ارتجالا وَكَانَ مِمَّن قرأ عَلَيْهِ الأدب:
أقول، والشمل فِي ذيل النأي عثرا ... يَوْم الوداع، ودمع العين قَدْ كثرا
أبا الفضائل قَدْ زودتني أسفا ... أضعاف مَا زدت قدري فِي الورى أثرا
قَدْ كنت تودع سمعي الدر منتظما ... فخذه من جفن عيني اليوم منتثرا