أترون أني خائف من ضربكم ... لا، والإِله الْوَاحِد المنان
كن حنبليا مَا حييت فإنني ... أوصيك خير وصية الإخوان
ولقد نصحتك إِن قبلت، فأحمد ... زين الثقات وسيد الفتيان
من ذا أقام كَمَا أقام إمامنا ... متجردا من غَيْر مَا أعوان
مستعذبا للمر من نصر الهدى ... متجرعا لغضاضة السلطان
وسلا بمهجته وبايع ربه ... أَن لا يطيع أئمة العدوان
وأقام تَحْتَ الضرب، حَتَّى إنه ... دحض الضلال وفتنة الفتان
وأتى برمح الحق يطعن فِي العدى ... أهل الضلال وشيعة السلطان
ماذا لقي مَا قَدْ لقيه من الأذى ... فِي ربه من ساكن البلدان
فعلى ابْن حنبل السَّلام وصحبه ... مَا ناحت الورقاء فِي الأغصان
إني لأرجو أَن أفوز بحبه ... وأنال فِي بعثي رضى الرحمن
حمدا لربي إذ هداني دينه ... وعلى شريعة أَحْمَد أنشأني
واختار مذهب أَحْمَد لي مذهبا ... ومن الهوى والغي قَدْ أنجاني
من ذا يقوم من الْعِبَاد بشكر مَا ... أولاه سيده من الإحسان.
قَالَ الذهبي: توفى فِي صفر سنة ست وخمسين وستمائة بالموصل. وَلَهُ ثَلاث وثلاثون سنة. رحمه اللَّه تَعَالَى.
وقرأت عَلَى بَعْض شيوخنا ببغداد: أَنَّهُ توفى سنة خمسين. والله أعلم.