وبلده حران، وصنف ودرس. وَكَانَ من أعيان العلماء، وكابر الفضلاء ببلده. وبيته مشهور بالعلم والدين والحَدِيث.

قَالَ الذهبي: قَالَ شيخنا: كَانَ جدنا عجبا فِي حفظ الأحاديث وسردها بلا كلفة، وحفظ مذاهب النَّاس.

وَقَالَ الذهبي أيضًا: حكى البرهان المراغي: أَنَّهُ اجتمع بالشيخ المجد، فأورد نكتة عَلَيْهِ، فَقَالَ المجد: الجواب عَنْهَا من ستين وجها، الأَوَّل كَذَا، وَالثَّانِي كَذَا، وسردها إِلَى أخرها، ثُمَّ قَالَ للبرهان: قَدْ رضينا منك بإعادة الأجوبة، فخضع وانبهر.

قَالَ الذهبي الحافظ: كَانَ الشيخ مجد الدين معدوم النظير فِي زمانه، رأسا فِي الفقه وأصوله، بارعا فِي الْحَدِيث ومعانيه، لَهُ اليد الطولى فِي معرفة الْقُرْآن والتفسير، وصنف التصانيف، واشتهر اسمه، وبَعُدَ صيته. وَكَانَ فرد زمانه فِي معرفة المذهب، مفرط الذكاء، متين الديانة، كبير الشأن.

قَالَ شيخنا أبو عب اللَّهِ بْن القيم: حَدَّثَنِي أَخُو شيخنا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْد الحليم ابن تيمية - قُلْت: وَقَدْ أجازني عَبْد الرَّحْمَنِ هَذَا عَن أَبِيهِ - قَالَ: كَانَ الجد إِذَا دَخَلَ الخلاء يَقُول لي: اقرأ فِي هَذَا الكتاب، وارفع صوتك حَتَّى أسمع.

قُلْت: يشير بِذَلِكَ إِلَى قوة حرصه عَلَى العلم وحصوله، وحفظه لأوقاته.

وللصرصري من قصيدته اللامية فِي مدح الإمام أَحْمَد وأَصْحَابه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015