فِي كتبك المسموعة عليك، تذكر كثيرا مِمَّن كَانَ قبلك من الْعُلَمَاء بالخطأ، اعتقادا منك: أنك تصدع بالحق من غير محاباة، ولا بد من الجريان فِي ميدان النصح: إِمَّا لتنتفع إِن هداك اللَّه، وإما لتركيب حجة اللَّه عليك. ويحذر النَّاس قولك الفاسد، ولا يغرك كثرة إطلاعك عَلَى العلوم. فرب مبلَّغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه لا فقه لَهُ، ورب بحر كَدر ونهر صاف، فلستَ بأعلمِ من الرسول، حيث قَالَ لَهُ الإمام عُمَر: " أتصلي عَلَى ابْن أَبِي؟ أنزل الْقُرْآن " وَلا تصلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهمْ " ولو كَانَ لا ينكر من قل علمه عَلَى من كثر علمه إِذَا لتعطل الأمر بالمعروف، وصرنا كبني إسرائيل حيث قَالَ تَعَالَى: " كانوُا لاَ يَتَنَاهُوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ ". " المائدة: 134 "، بَل ينكر المفضول عَلَى الفاضل وينكر الفاجر عَلَى الولي، عَلَى تقدير معرفة الولي. وإلا فابن التنقا ليطلب وابن السمندل، ليجلب - إِلَى أَن قال: واعلم أَنَّهُ قَدْ كثر النكير عليك من الْعُلَمَاء والفضلاء، والأخيار فِي الآفاق بمقالتك الفاسدة فِي الصفات. وَقَدْ أبانوا وَهاءَ مقالتك، وحكوا عنك أنك أبيت النصيحة، فعندك من الأقوال الَّتِي لا تليق بالسنة مَا يضيق الوقت عَن ذكرها، فذُكر