سلام يا عبادي نلتموه ... جزاء من مليككموا وفاقا

فخروا ثُمَّ كاد العقل مِنْهُم ... وَقَدْ لاقوه ينطلق انطلافا

وكيف القلب لا ينشق مني ... على هذا بغصته انشقاقا

وحور الْقَوْم أشجار وروض ... من المرجان تصطفق اصطفاقا

وحور من بطون الغيب تبدو ... فتعتلق القلوب بها اعتلاقا

يلاعب بحضهم بعضاً سروراً ... بود ما أتوا فِيهِ مذاقا

فمن رام الخلود بدار عدن ... يشمر فِي تطلب ذاك ساقا

ويلزم نَفْسه سهر الليالي ... ويكلف فِي العبادة مَا أطاقا

فلا واللَه مَا نال المعالي ... أَخُو دَعَة يَمدُ لَهُ رواقا

وينشد مستظلا فِي فناه ... أيدري الربع أي دم أراقا

بلى والله من جد اجتهادا ... وسابق فِي رضى المولى سباقا

وحج الْبَيْت عاما بَعْد عام ... وأعمل نحوه عيسا دقاقا

وَلَمْ يركن إِلَى الدنيا غرورا ... وقطع عَن علائقها الرباقا

ولا يلوِي عَلَى أهل ومال ... وحن إِلَى فراقهما وتاقا

فطورا يقطع البيداء شاما ... وطورا سالكا فِيهَا عراقا

وفارق زهرة الدنيا مطيعا ... وأقبل نَحْو أخراه اشتياقا

وعاني من أليم الشوق وجداً ... وكايد من تلهبه احتراقا

ورافق من يرافقه برفق ... ولا يشكو إِلَى أحد رفاقا

جديرا أَن يصير إِلَى سرور ... يلذ بِهِ ويرتفق ارتفاقا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015