ثُمَّ ذكر ذَلِكَ ابْن القادسي، فَقَالَ مَا سمعته ينشد فِي مجلسه:
يا أكرم البشر الني مَا زلت فِي ... عمري لَهُ أهدي الثناء وأمدح
أتعبتَ وَصَّافيك فيك، فلجلج ... المثنى، وأعرب فِي علاك المفصح
والبدر تم، وأنت أكمل صورة ... والبحر عم، وأنت منه أسمح
قَالَ أَبُو الفرج بْن الحنبلي - وقرأته بخطه -: كَانَ - يَعْنِي الدوري - واعظا حسنا. وَكَانَ يضاهي ابْن الجوزي فِي وعظه. وَكَانَ فصيحا فِي إيراده. وَلَهُ نظم ونثر، سمعته يتكلم. وَقَالَ - وَهُوَ عَلَى المنبر - بالله عليك يا جامع الْمَنْصُور، هل تسمع قط مثل وعظ الدوري؟.
وَقَالَ:
أخافك حَتَّى لا أظن سلامة ... وأرجوك حَتَّى لا أظن هلاكا
وها أنا رهن فِي يديك، ومحسن ... بك الظن فاجعل للأسير فِكاكا
فما شلتُ مما أرتجيه لموتتي ... سواك، ولا قدر الأراك سواكا
قَالَ أَبُو المظفر سبط ابْن الجوزي: يعاني الوعظ، وَلَمْ يكن من صنعته. وَكَانَ يضاهي جدي، حَتَّى قيل لَهُ: أيما أعلم: أَنْتَ، أم أَبُو الفرج؟ فَقَالَ: مَا