الواعظ، الزاهد أَبُو الثناء، ويقال: أَبُو الشكر ويلقب ناصر الدين:

ولد سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ببغداد.

وقرأ الْقُرْآن وسمع الْحَدِيث من أَبِي الفتح بْن المنى، وصحب السيخ عَبْد القادر وتأدب بِهِ.

وَكَانَ يطالع الفقه والتفسير، ويجلس فِي رباطه للوعظ، وَكَانَ رباطه مجمعا للفقراء وأهل الدين، وللفقهاء والحنابلة الَّذِينَ يرحلون إِلَى أَبِي الفتح بْن المني للتفقه عَلَيْهِ، فكانوا ينزلون به. حتى كان الاشتغال فيه بالعلم أَكْثَر من الاشتغال بسائر المدارس.

وَكَانَ الرباط شعث الظاهر، عامرا بالفقهاء والصالحين. سكنه الشيخ موفق الدين المقدسي، والحافظ عَبْد الغني، وأخوه الشيخ العماد، والحافظ عَبْد القادر الرهاوي وغيرهم من أكابر الرحالين لطلب العلم.

قَالَ أَبُو الفرج بْن الحنبلي: ولما قدمت بغداد سنة اثنتين وسبعين نزلت الرباط، وَلَمْ يكن فِيهِ بَيْت خال، فعمرت بِهِ بيتا وسكنته. وكان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015