فدخل دارًا، فسألت: لمن هِيَ؟ فقيل: للشيخ أَبِي عُمَر رحمه اللَّه.

وَقَدْ رثاه الأديب أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن سَعِيد المقدسي بقصيدة، منها:

أبعد أَن فقدت عيني أبا عُمَر ... تضمني فِي بقايا العمر عمران؟

مَا للمساجد منه اليوم مقفرة ... كأنها بعد ذاك الجمع قيعان؟

مَا للمحاريب بَعْد الأنس موحشة ... كأنَّ لَمْ يُتْلَ فِيهَا الدهر قرآن؟

تبكي عَلَيْهِ عيون النَّاس قاطبة ... إذ كَانَ فِي كُل عين منه إِنْسَان

وَكَانَ فِي كُل قلب منه نور هدى ... فصار فِي كُل قلب منه نيران

كُل حي رأينا فَهُوَ ذو أسف ... وكل ميت رآه فَهُوَ فرحان

لا زال يسقى ضريحا أَنْتَ ساكنه ... سحائب غَيْثُها عفو وغفران

كم ميت ذكره حي، ومتصف ... بالحي ميت، لَهُ الأثواب أكفان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015