ثُمَّ إِن الحافظ ضاق صدره، ومضى إِلَى بعلبك، فأقام بها مدة يقرأ الْحَدِيث. وَكَانَ الْمَلِك العادل فِي بلاد الشرق فَقَالَ أهل بعلبك للحافظ: إِن اشتهيت جئنا معك إِلَى دمشق نؤذي من آذاك، فَقَالَ: لا، ثُمَّ إنه توجه إِلَى مصر، وَلَمْ يعلم أَصْحَابنا بسفره، فبقي مدة بنابلس يقرأ الْحَدِيث.

قَالَ الضياء: وَهَذَا سمعته من أَصْحَابنا. وكنت أنا فِي ذَلِكَ الوقت بمصر أسمع الْحَدِيث.

قُلْت: وَقَدْ ذكر بَعْض المخالفين هذه القضية عَلَى غَيْر هَذَا الوجه، فَقَالَ: اجتمع الشَّافِعِية والحنفية والمالكية عِنْدَ المعظم عيسى، والصارم برغش والي القلعة. وكانا يجلسان بدار العدل للنظر فِي المظالم. قَالَ: وَكَانَ مَا اشتهر من إحضار اعتقاد الحنابلة، وموافقة أولاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015