رياسة المذهب والإفتا وولي قضاء الشام سنة تسع وستين عوضا عن تاج الدين السبكي فباشره دون السنة وولي تدريس الخشابية والتفسير بجامع ابن طولون والظاهرية وغير ذلك وألف في علم الحديث "محاسن الاصطلاح وتضمين ابن الصلاح"1 وله "شرح على البخاري"2 والترمذي وأشياء أخر، مات في عاشرمن ذي القعدة سنة خمس وثمانمائة.

العراقي ف الحافظ الإمام الكبير الشهير أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي حافظ العصر:

ولد في جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وسبعمائة بمنشأة المهزاني بين مصر والقاهرة وكان أصل أبيه من بلدة يقال لها رازيان من عمل أربل وقدم القاهرة وهو صغير فنشأ في خدمة الصالحين ومن جملتهم الشيخ تقي الدين القنائي ويقال إنه بشره بالشيخ وقال: سمه عبد الرحيم، يعني باسم جده الأعلى الشيخ عبد الرحيم القنائي أحد المعتقدين بصعيد مصر فكان كذلك، وأول ما أسمع الحديث على سنجر الجاولي والتقي الأخنائي ثم أسمع على ابن شاهد الجيش وابن عبد الهادي والتقي السبكي واشتغل بالعلوم وأحب الحديث فأكثر من السماع وتقدم في فن الحديث بحث كان شيوخ عصره يبالغون في الثناء عليه بالمعرفة كالسبكي والعلائي والعز بن جماعة والعماد بن كثير وغيره، ونقل عنه الشيخ جمال الدين الأسنوي في المهمات ووصفه بحافظ العصر وكذلك وصفه في الطبقات في ترجمة ابن سيد الناس فقال: وشرح -يعني ابن سيد الناس- قطعة من الترمذي نحو مجلدين وشرع في إكماله حافظ الوقت زين الدين العراقي إكمالا مناسبا لأصله انتهى، وله من المؤلفات في الفن "الألفية" التي اشتهرت في الآفاق وشرحها و"نكت ابن الصلاح" و"المراسيل" و"نظم الاقتراح" و"تخريج أحاديث الأحياء" في خمس مجلدات ومختصره سماه "المغني" في مجلدة وبيض من "تكملة شرح الترمذي" كثيرًا وكان أكمله في المسودة أو كاد و"نظم منهاج البيضاوي" في الأصول و"نظم غريب القرآن" و"نظم السيرة النبوية" في ألف بيت، وولي قضاء المدينة الشريفة.

قال الحافظ ابن حجر: وشرع في إملاء الحديث من سنة ست وتسعين3 فأحيا الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015