ودمشق والقدس وحلب وحماة وإسكندرية وعدة مداين، وأجاز له ابن عبد الدائم والنجيب عبد اللطيف وابن أبي اليسر وابن عزّون، وابن علاق1 وخلق كثير بمعجمه بالسماع وبالإجازة نحو ثلاثة آلاف شيخ، وكتب الكثير من الكتب المطولة والأجزاء العالية المفيدة، وخرج لخلق من شيوخه وأقرانه، وسمع منه طوائف وحدث عنه خلق في حياته وبعد وفاته، وحج مرات حتى مات، ووقف كتبه وأجزاءه -أحسن الله جزاءه.
أخبرنا الحافظ أبو محمد البرزالي وأبو الحجاج المزي بقراءتي على كل واحد منهما في شوال سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة قالا: أخبرنا المسلم بن علان وأبو الحسن بن البخاري قال: أخبرنا حنبل الرصافي قال: أخبرنا أبو القسم بن الحصين قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب2 قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي قال: حدثنا عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: قال: حدثنا الشافعي قال: حدثنا مالك عن داود بن الحصين عن أبي سفيان3 مولى ابن أحمد بن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: "إن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- نهى عن المزابنة والمحاقلة، والمزابنة اشتراء التمر بالتمر في رؤوس النخل، والمحاقلة استكراء الأرض بالحنطة".
رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف ورواه مسلم عن أبي الطاهر بن السرح عن ابن وهب كلاهما عن مالك.
وقد مات عام وفاة شيخنا هذا عالم بغداد صفي الدين المؤمن بن الخطيب عبد الحق بن شمائل4 البغدادي الحنبلي مدرس البشيرية5 عن إحدى وثمانين سنة طلب الحديث وعمل مجمعًا وشرح المحرر في ستة أسفار، وحدث عن عبد الله بن أبي الحسن والشرف بن عساكر، وله نظم جيد، ومات بمصر قاضي حلب فخر الدين