ياسين والارتاحي1 وأبو بكر عبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن فارس حدثه عن الكندي، وبمكة ومنى وأبو الحسن علي بن صالح الحسيني ويوسف بن إسحاق الطبري نبأه عن ابن البنا، وشيوخه بالقاهرة ومصر كثيرون منهم عبد العزيز ابن الصيقل الحراني ومحمد بن إسماعيل بن الأنماطي وعبد الرحمن بن خطيب المزة2 وغازي الحلاوي محمد بن إبراهيم بن ترجم3 وشامية بنت البكري والحافظ شرف الدين الدمياطي فأكثر عنه وعن خلق، ومن عيون تصانيفه "البحر المحيط" في التفسير و"شرح التسهيل" وهما كبيران جدًّا و"ارتشاف الضرب من لسان العرب"و "التجريد لأحكام سيبويه" وكتاب التذكرة نحو ثلاثة مجلدات، ومن الكتب الصغار ما ينيف على أربيعن تصنيفًا وغالبها في القراءات والعربية، قال الذهبي: هو الإمام العلامة ذو الفنون حجة العرب عالم الديار المصرية صاحب التصانيف البديعة، وله عمل جيد في هذا الشأن وكثرة طلب، وقال العلائي: كان علامة كثير النقل والاطلاع جدًّا إلى ما لا يوصف لكنه ظاهري التصرف جامد في البحث وكان لسانه مسترسلًا في الوقيعة في الناس جدًّا إلى آخر عمره لا يتورع عن ذكر أحد سواء كان من أئمة الإسلام المتقدمين أو المتأخرين، فالله تعالى يسامحه ولم يقلع عن ذلك إلى آخر وفاته قال: وسمعت منه أشياء من ذلك بشعة وكانت وفاته4 في ثاني عشر صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة ودفن بمقابر الصوفية.
قلت: أجاز لي مروياته بخطه في آخر سنة أربع وأربعين وسبعمائة وهو ضرير البصر.
أنبأنا الحافظ أثير الدين أبو حيان النفزي وحدثني عنه الحافظ صلاح الدين خليل العلائي قال: أخبرنا الأديب الكاتب أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطائي قراءة مني عليه بمدينة تونس ضحى يوم الجمعة السادس عشر لجمادى الأولى سنة تسع وسبعين وستمائة.