"عذر الله عز وجل أهل الأعذار من العرج والعمى والمرض جملة ورفع الحرج عنهم والضيق والمأثم، وهذا حكم هؤلاء المعاذير في كل جهاد إلى يوم القيامة" (?).
يستفاد من الآية:
- الرحمة بكل ضعيف والرحمة بكل من هو بحاجه الى مساعدة الأقوياء.
- مراعاة قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة وعدم إرهاقهم بما يفوق قدراتهم.
12 ـ ما نزل من قرآن وخشي ثابت بن قيس بن شمَّاس الذي كان في أذنه وقر أنه قد نزل من أجله، قَال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2)} [الحجرات: 2].
"عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}، إِلَى آخر الآية، جلس ثابت بن قيسٍ في بيته، وقال: أَنا من أَهل النار، واحتبس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسأَل النبي - صلى الله عليه وسلم - سعد بن معاذ، فقال: يا أَبا عمرو، ما شأن ثابت؟ اشتَكى؟ قال سعد: إِنه لجارِي، وما علمت له بشكوى، قال: فأَتاه سعد، فذكر له قول - صلى الله عليه وسلم -، فقال ثابت: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أَني من أَرفعكم صوتا على رسول للهِ - صلى الله عليه وسلم -، فأَنا من أَهل النار، فذكر ذلك سعد للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بَل هو من أَهْل الجنَّة". (?)
يستفاد من الآية:
* دعوة ذوي الاحتياجات الخاصة للتحلي بكل خلق وأدب رفيع.
* عتاب الله عز وجل لثابت عتاب محبة فقد وصفه بأنه من أهل الإيمان.
* ان نخفض أصواتنا عندما يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - وسماع أحاديثه وعند زيارة قبره.
وفي نهاية هذا المبحث نخلص الى:
- أن الدعوة القرآنية لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع سبقت التشريعات الأرضية.
- أن السخرية من شكل الإنسان فيه خطر على الإيمان.
- أن العناية بذوي الاحتياجات الخاصة مقدم على العناية بالآخرين.
- أن مراعاة قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة مطلب قرآني.
- أن نزول قرآن بحق ذوي الاحتياجات الخاصة دلالة على مكانتهم عند الله تعالى.