فائدة:
عمران بن حصين صحابي جليل، ومع ذلك ابتلي وبقي ملقىً على ظهره سنوات طويلة، فصبر واحتسب، قصته تسرية وتسلية لكل من أصيب بالبلاء.
صاحِب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهد بدرا، رَوى عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، ورَوَى عنه أَنَس بْن مالك، والحصين بْن محمد السالمي، ومحمود بْن الرَّبِيع، وأَبُو بَكْر بْن أَنَس بْن مَالِك، وكَانَ أعمى ذهب بصره عَلَى عَهْدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، روى له أَبُو دَاودَ في "حديث مالك"، والباقون سِوى الترمذيّ (?).
قال ابن حَجَر رحمه الله تعالى: حديثه في الصحيحين، من طريق أنس، ومحمود بن الربيع، وغيرهما عنه، وكان إمام قومه بني سالم. آخى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين عمر بن الخطاب. (?)
وقال ابن كثير في كتابه جامع المسانيد والسنن: حديث عتبان رابع المكيين، وثالث عشر الأنصار، وتوفى بالمدينة في وسط أيام معاوية رضي الله عنه. (?)
فائدة:
همةٌ عاليةٌ أبيّةٌ، وقوةٌ فتيةٌ لنفس زكيه، تصنع الكثير وإن كان صاحبها ضريراً، وهكذا كان عتبان رضي الله عنه.
هو مُعاذ بن جبل بن عَمرو الخزرجي أَبو عبد الرحمن صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أسلم وهو ابْن ثَمَاني عشرَة سنة، وَشهد بَدْرًا والمشاهد، وكان ممن جمع القرآن، فعن عبد الله بن عمرو رَضِيَ اللهُ عنهما قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (استقرِئوا القرآنَ مِنْ أَربعة، مِنْ ابن مسعود، وسالم، مولى أبي حذيفة، وأبي، ومُعاذ بن جبل). (?)
قَال ابن مسعود: كُنَّا نُشبههُ بإبراهيم عليه السلام، وكان أمة قانتا لله حَنِيفا وَلم يَك من المُشركين، بَعثهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى اليمن مُعلِّما، وكان رجلا أَعرجَ، فصلى بالنَّاس في اليمن، فبسط رجله فبسط القومُ أَرجُلهُم، فلما صلى قال: قد أَحسنتُم ولكن لا تعودوا فإِني إِنما بسطت رجلي في الصلاة لأَني اشتكيتُها، لهُ مائَة وسبعة وخمسونَ حَدِيثا، اتفقَ البخاري ومسلم على حديثين وانفرد