"عن جابر قال: لما رجعت مهاجرة الحبشة إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: (أَلا تحدثوني بأَعجب ما رأَيتُم بأَرض الحبشة؟ " قال فِتية منهُم: بلى يا رسول الله، بينما نحن جلوس مرت علينا عجوز مِنْ عجائزِهم، تحملُ على رأسها قُلَّةٌ مِنْ ماء، فمرت بفتى منهم، فجعل إِحدى يديه بَين كتِفَيها، ثمّ دفعها على ركبتيها، فانكسرت قلّتها، فلَما ارتفعت التفتت إِليه، ثمّ قالت: ستعلم يا غُدَرْ إِذا وضع الله الكرسي، وجمع الأَولين والآخرِين، وتكلمت الأَيدي والأَرجلُ بما كانوا يَكسبون، فسوف تَعلمُ أَمري وأَمركَ عِندهُ غدا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صدَقَت، ثُم صدقَت، كَيف يُقدس اللهُ قَوما لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم) ". (?)
"وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله تعالى لا يقدس أمة لا يعطون الضعيف منهم حقه) ". (?)
جاء في كتاب التنوير شرح الجامع الصغير "إن الله تعالى لا يقدس" لا يطهرها عن أدناس الذنوب ولا يعظمها ولا يرفع لها شأناً "أمة" هي الجيل من كل حي "لا يعطون الضعيف" الذي لا ظهر له ولا قوة ولا معين ولا ناصر "منهم حقه" ما هو له عند القوي. (?)
من فقه الحديثين:
أ. عندما يُعطَى ذوو الاحتياجات الخاصة حقهم، يقدس الله تعالى الأمَّة ويعلي شأنها.
ب. نصرة الضعفاء سبب لمغفرة الذنوب.
ج. من أسباب الهوان ظلم الضعفاء.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: (أن رجلا قام عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرأوا في قيامه عجزا، فقالوا: ما أعجز فلانا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أكَلْتُم أخاكُمْ واغَتَبْتُمُوه)، (?) جاء في شرح صحيح البخاري لابن بطال: وإنما يكون ذلك غيبة من قائله إذا قاله على وجه الذم والعيب للمقول فيه، وهو له كاره، وعن مثل هذا ورد النهى، وأما إذا قاله على وجه التعريف والتميز له من سائر الناس، فإن ذلك بعيد من