المدينة عند غياب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإن إمامة الأعمى تكون أكثر خشوعا لحضور قلبه وبعده عن رؤية الملهيات.
فعَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (استخلف ابن أم مكتوم يؤمُّ الناس وهو أَعمى). (?)
جاء في نيل ألأوطار"قد صرح أَبو إِسحاق المروزي والغزاليُّ بأَن إمامة الأَعمى أَفضل مِنْ إمامة البصير لأَنه أَكثر خشوعا مِنْ البصير لما في البصير من شُغْلِ القلب بالمبصرات". (?)
من فقه الحديث:
أ. لا تكن ممن يُلبّي دعوة أصحاب المناصب الأقوياء ولا يُلبّي دعوة الضعفاء.
ب. بالطلب والسعي تحقق الانجازات.
ج. إفراد ذوي الاحتياجات الخاصة بميزة عن غيرهم إكراما لهم.
د. أن إمامة الأعمى تكون أكثر خشوعا لحضور قلبه وبعده عن رؤية الملهيات.
عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من سيدكم يا بني سلمة؟ قلنا: جد بن قيس، على أنَّا نُبَخِّلَهُ، قال: وأَي داء أَدوى مِنَ البخل، بل سيدكُم: عمرو بن الجموح). (?) وكان عمرو بن الجموح أعرج.
بهذا التوجيه يعطي النبي - صلى الله عليه وسلم - لذوي الاحتياجات الخاصة الحق بتبوء الإدارات العامة، إذا كانوا أَكْفاء، بل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - اختار ابن أم مكتوم نائبا له على المدينة مرات عديدة.
فعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَخْلَفَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ عَلَى الْمَدِينَةِ مَرَّتَيْنِ). (?)
من فقه الحديثين:
أ. المكانة العالية لذوي الاحتياجات الخاصة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثقته بهم وبقدراتهم.
ب. قدرة ذوي الاحتياجات الخاصة على إدارة كثير من الأمور إن وكلت اليهم.
ج. توكيل المهام والمسؤوليات لذوي الاحتياجات الخاصة يقوي الثقة بأنفسهم.
د. تبوء المقاعد الإدارية يحتاج إلى تعلم ودُربة وكفاءة.
هـ. من حق ذوي الاحتياجات الخاصة أن يتقلدوا الوظائف الرفيعة.