• المطلب الأول: عناية الرسول - صلى الله عليه وسلم - بذوي الاحتياجات الخاصة.
لقد بلغت عناية الرسول بذوي الاحتياجات الخاصة عناية كبيرة فاقت كل وصف، فأدناهم وقربهم منه وكان يثني عليهم بما هم أهله، فاختار منهم المؤذن والإمام والوالي، وأوصى بهم وحث على ضرورة مراعاة قدراتهم، وبين أهمية رحمتهم، وأكد على أثرهم بالنصر على الأعداء، والرزق بالحياة.
عن مصعب بن سعد، قال: رأَى سعد رضي الله عنه، أَن له فضلا على مَنْ دونه، فقال النَبي - صلى الله عليه وسلم -: (هَل تُنصرون وتُرزقون إِلا بضعفائكُم). (?)
جاء في عمدة القاري شرح صحيح البخاري " إِنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخبر بأَنهُم لا ينصرون إلا بالضعفاء والصالحين في كل شيء، عملا بإِطلاق الكلام، ولكن أهم ذلك وأقواه أَن يكون فِي الْحَرْب يستعينون بدعائهم ويتبركون بهم". (?)
فالعناية بالضعفاء طريق النصر على الأعداء وسبب من أسباب الرزق لذا كان يقول لأصحابه اطلبوا لي ضعفاءكم، فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إبغوني الضعفاء، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم)، (?) فغالبا ما تكون عبادة الضعفاء أكثر إخلاصا ودعاؤهم أكثر استجابة لقربهم وتعلقهم بربهم.
عن مصعب بن سعد، عن أَبيه، أَنه ظن أَن له فضلا على مَنْ دونه مِنْ أَصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: (إِنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهِم). (?)
فالاستنصار بالضعفاء منهج نبوي، فإذا حرص المسلمون على رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ومرافقتهم في الشدائد والنوازل، فسينالون من بركتهم من نصر ورزق، ذلك لقربهم من ربهم، فالضعيف يتبرأ مِنْ حَولِهِ وقُوته ويعتمد على الله تعالى.
قال ابن بطال: "وتأويل ذلك أن عبادَهُ الضعفاء ودعاءهم أشد إخلاصًا وأكثر خشوعًا، لخلاء قلوبهم من التعلق بزخرف الدنيا وزينتها، وصفاء ضمائرهم مما يقطعهم عن الله، فجعلوا همهم واحدًا، فزَكت أعمالهم، وأُجيب دعاؤهم". (?)