فالتحية هي تحية من العبد للحي الذي لا يموت، وهو سبحانه أولى بتلك التحيات من كل ما سواه، فإنها تتضمن الحياة والبقاء والدوام، ولا يستحق أحَدٌ هذه التحيات إلا الحي الباقي الذي لا يموت ولا يزول ملكه، وكذلك قوله: «والصلوات» فإنه لا يستحق أحد الصلاة إلا الله عز وجل والصلاة لغيره من أعظم الكفر والشرك به، وكذلك قوله: «والطيبات» فهي صفة الموصوف المحذوف أي: الطيبات من الكلمات والأفعال والصفات، والأسماء لله وحده، فهو طيب، وأفعاله طيبة، وصفاته أطيب شيء وأسماؤه أطيب الأسماء، واسمه الطيب، لا يصدر عنه إلا طيب، ولا يصعد إليه إلا طيب، ولا يقرب منه إلا طيب، فكله طيب، وإليه يصعد الكلم الطيب، وفعله طيب، والعمل الطيب يعرج إليه فالطيبات كلها له ومضافة إليه صادرة عنه ومنتهية إليه. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا» (?) وفي حديث رُقية المريض الذي رواه أبو داود وغيره «أنت ربُّ الطيبين» (?) ولا يجاوره من عباده إلا الطيبون كما يقال لأهل الجنة {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73] وقد حكم سبحانه شرعه وقدره أن الطيبات للطيبين، فإذا كان هو سبحانه الطيب على الإطلاق