ثم يشهد الداعي بقوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} شدة فاقته وضرورته إلى هذه المسألة التي ليس هو إلى شيء أشد فاقة وحاجة منه إليها البتة، فإنه محتاج إليه في كل نفس وطرفة عين، وهذا المطلوب من هذا الدعاء لا يتم إلا بالهداية إلى الطريق الموصل إليه سبحانه، والهداية فيه وهي هداية التفصيل وخلق القدرة على الفعل وإرادته وتكوينه وتوفيقه لإيقاعه له على الوجه المرضي المحبوب للرب سبحانه وتعالى، وحفظه عليه من مفسداته حال فعله وبعد فعله.
ولما كان العبد مفتقرًا في كل إلى هذه الهداية في جميع ما يأتيه ويذره من:
1 - أمور قد أتاها على غير الهداية، فهو يحتاج إلى التوبة منها.
2 - وأمور هُدي إلى أصلها دون تفصيلها.
3 - أو هدي إليها من وجه دون وجه فهو يحتاج إلى إتمام الهداية فيها ليزداد هدى.
4 - وأمور هو يحتاج إلى أن يحصل له من الهداية فيها بالمستقبل مثل ما حصل له في الماضي.