153 - وأخرج ابن سعد عن يحيى بن سعيد قال:
استعمل أبو الدرداء على القضاء فأصبح يُهَنّئُونَه فقال: أتهَنّئُوني بالقضاء، وقد جعلت على رأسي مهواةٍ مَذَلّتُها أسرع من عدن أبْيَنَ، ولو علم الناس ما في القضاء لأخذوه بالدّلول رغبة عنه وكراهية له، ولو يعلم الناس ما في الأذان لأخذوه بالدول رغبة وحرصاً عليه" (?).
154 - وأخرج ابن النجار في تاريخه عن يحيى بن معين قال: لما رجع الرشيد من الحج نزل الكوفة فدعا وكيع بن الجراح وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث فلما دخلوا عليه أجلس وكيعاً عن يمينه، وعبد الله عن يساره، وحفصاً بين يديه، ثم أقبل على وكيع فقال له: تلي القضاء؟ فقال: يا أمير المؤمنين أنا رجل صاحب حديث، وآثار، ولا علم لي بالقضاء. فقال لعبد الله: تلي القضاء؟ فقال: يا أمير المؤمنين أنا مولى، والمولى لا يصلح أن يكون قاضياً، فأقبل على حفص بن غياث فقال له: تلي القضاء، وإلا ضربتكم بالسياط، فأمسك حفص فأخذ بيده فأدخل خزانة الكسوة، فألبس السواد وسيف بحمائل، قال: وكانت القضاة إذ ذاك تلبس له هارون الرشيدي، أمضى حداك ورب الكعبة، فلما خرج إلى الباب، وركب وكان بهلول بالباب فغذا بين يديه، وهو يقول: من أراد أن ينظر إلى عروس في دنيا، بطال في آخرته، فلينظر إلى حفص فبكى حتى دخل المسجد (?).
تم الجزء المبارك بحمد الله وعونه وحسن توفيقه على يد كاتبه العبد الفقير كثير الذنوب والخطايا محمد بن أبي القاسم الرجي الطهطاوي عام ستة وخمسين وألف عفا الله عنهما أمين.