147 - حدثني علي بن الحسن بن أبي مريم، عن عبد الله بن صالح العجلي، عن معاذ الحذاء، قال: سمع الإمام علي بن أبي طالب رجلاً يسب فقال له: إنها لدار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها، ومسجد أحباء الله، وهبوط وحيه، ومصلى ملائكته، ومتجر أوليائه، واكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة، فمن ذا يذم الدنيا، وقد آذنت بفراقها، ونادت بينها ونعت نفسها وأهلها، فمثلت لهم ببلائها البلاء، وشوقت بسرورها إلى السرور، فذمها قوم عند الندامة، وحمدها آخرون حدثتهم فصدقوا، وذكرتهم فذكروا، فأيها المعتل بالدنيا، المغتر بغرورها متى استهوتك الدنيا، بل متى غرتك؟ أبمضاجع آبائك من الثرى؟ أم بمصارع أمهاتك من البلى؟ كم قد قلبت -[78]- بكفك، ومرضت بيدك، تطلب له الشفاء، وتسأل له الأطباء؟ لم تظفر بحاجتك ولم تسعف بطلبتك، قد مثلت لك الدنيا بمصرعه مصرعك غداً، يوم لا يغني عنك بكاؤك، ولا ينفعك أحباؤك.