105 - حدثنا علي بن الجعد الجوهري أنبأنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال: خطب عتبة بن غزوان الناس بالبصرة فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس إن هذه الدنيا قد آذنت بصرم، وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وإنكم مفارقوها لا محالة فانتقلوا منها بخير ما بحضرتكم، -[58]- والذي نفسي بيده ما كانت قبلك نبوة إلا تناسخت حتى يكون آخرها ملكاً وستبلون الأمراء بعدنا.
الحسن قال لنا بعد عبرة: وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيماً، وفي أنفس الناس صغيراً، فقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فرأينا من شهر ما لنا طعام إلا ما نصيب من ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا من أكل الشجر، ولقد رأيتني ألتقط بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك فما علمت من السبعة حتى اليوم إلا قد أصبح أميراً على مصر، أعجبتم، فما بعدكم أعجب، والذي نفسي بيده لو أن حجراً قذف في شفير جهنم ما بلغ قعرها سبعين سنة ً، والذي نفسي بيده لتملأن والذي نفسي بيده إن ما بين مصراعي الجنة مسيرة أربعين سنة، والذي نفسي بيده ليأتين عليها ساعة وهو كظيظ.