أيها الإخوان: إنه لا بد لي هنا من باب إحقاق الحق، ووضع الأمور في نصابها، من أن اشيد بما قامت به هذه البلاد المقدسة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم فيصل بن عبد العزيز حفظه الله، حيث استجاب لكل الاقتراحات التي رفعتها إليه وئاسة الجامعة الإسلامية حول تخصيص المنح والمقاعد الدراسية لأبناء المسلمين في أفريقيا حتى لقد بلغ عدد الأقطار الأفريقية التي يدرس أبناؤها في الجامعة الإسلامية وحدها أكثر من عشرين قطرا، وقد كان لي شرف المساهمة في تنفيذ بعض ما أمر به جلالته من توزيع الإعانات المالية والمساعدات النقدية وغيرها على مختلف الجمعيات والهيئات والمدراس الإسلامية في أفريقيا.

ثم إن جلالته قد أولى ما عرضه مفتى البلاد السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ حفظه الله من إرسال المدرسين والمرشدين إلى مختلف أنحاء أفريقيا غاية الاهتمام، فأصدر موافقته السامية على كل ذلك، وقد قامت دار الإفتاء بارسال العديد من المدرسين من خريجي الجامعة الإسلامية وغيرهم إلى عدد من الأقطار الإفريقية في شرقي ووسط أفريقيا، وهم الآن يواصلون عملهم بجد ونشاط. كما أننا لا يمكن أن ننسى جهود رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة التي تعمل في هذا الميدان على مختلف المستويات، ولكن العبء ثقيل والميدان واسع، وناهيك بالتخطيط للعمل في قارة من القارات إذا فلا بد من تضافر الجهود، وتكاتف الهمم، نسأل الله تعالى أن ينصر دينه ويعلى كلمته، وأن يوفق المسلمين إلى الرجوع إلى دينهم، والعمل بكتاب ربهم، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم إنه سميع قريب.

حينما وصل الشاعر محمد إقبال إلى صقلية عائدا من أوروبا قال: "أبك أيها الرجل دما لادمعا فهنا مدفن الحضارة الحجازية".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015