ولكني رجعت فسألت: إلى متى أبقى بلا طعام؟ قالوا: حين تسمع الأذان؟ قلت: الأذان الطويل؟ أعني أذان السحور. قالوا: لا، بل الأذان العادي. وجعلت أذني إلى المئذنة. وطال عليّ الانتظار، ووقت الانتظار عادة طويل مهما قصر، حتى سمعته فأسرعت أقول: هذا الأذان، قالوا: صحيح، فتعالَ لتأكل. وأكلت أكلة ما ذقت إلى يومها أطيب منها. أما قال الشاعر: «أُعِدّتِ الراحةُ الكبرى لمن تعِبا»؟ لذلك يفرح الصائم بفطره، والفرحة الكبرى يوم يلقى ربّه.
اللهمّ اجعلني يومئذ من المسرورين، أنا ومن قال من القرّاء آمين، وجميع المسلمين (?).
* * *