هنا كانت «العدلية» وإلى شرقها بناء أصغر هو «البريد»، والبريد «مصلحة» القلوب والجيوب (?)، وحقيبة ساعي البريد فيها البشائر وفيها النذُر، يترقبه العاشق وينتظره التاجر، والأم التي غاب عنها ولدها تعدّ الدقائق لتأخذ رسالة منه تطفئ أو تخفّف من نار الشوق في صدرها، والطالب يقف على الباب وبصره على أول الشارع ليرى ما يحمل إليه موزّع البريد، هل يحمل خبر النجاح في الامتحان أو نبأ السقوط والخسران؟

وإلى قربها عمارات تطلّ على بردى، يقابلها من هناك «السراي». وقد كانت في ذلك العهد (بل إلى ما بعده بربع قرن) تجمع -وحدها- وزارات الدولة كلها ومعها مجلس الوزراء،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015