المسلمين الأولى ومسرى نبيّهم كانت معركتهم، ما نحن بأحقّ بها منهم لأن الأقصى لنا ولهم، والإسلام يجمعنا ويجمعهم. وسترون فيما يأتي من الذكريات أني قلت هذا الكلام لغلام محمد الحاكم العامّ لباكستان سنة 1954، أمام الشيخ أمجد الزّهَاوي والشيخ محمد محمود الصواف.

لقد دنونا يوم 1973 من الإسلام قليلاً فَدَنا منّا النصر كثيراً، فلما عدنا فابتعدنا عنه رجع فابتعد عنا. قال أحد حكامنا يومئذ: "كنت أقاتل دولة إسرائيل ولكن لا أستطيع أن أقاتل أمريكا"! وهذا صحيح بجميع المقاييس المادّية، فلا جيوشنا كجيوشها ولا سلاحنا كسلاحها ولا نحن في العلم مثلها، ولكن لو فكّر المسلمون الأوّلون مثل هذا التفكير ما فتحوا قرية واحدة من أرض الشام ولا العراق ولا مصر، لأن الروم والفرس كانوا يومئذ كأميركا وروسيا الآن؛ كانوا أقوى في العدّة وأكثر في العدد وأغنى بالمال. فلو استعملنا هذه المقاييس الأرضية المادّية لانهزمنا. لقد قسنا المعركة بمقياس آخر لا يزال له وزنه وقيمته حتى في أيام الدبابات والطيارات، هو القوة المعنوية (?).

الجندي الذي يقاتل في سبيل عقيدة يعتقدها وجنة خالدة يطمع في دخولها إن مات في سبيلها ليس كالجندي الذي يُساق سوقاً إلى معركة يقاتل فيها مُكرَهاً عليها لا مقتنعاً بها، العصا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015