أعود إلى حديثي: لم يسكت أهل الشام على احتلال أرضهم وتقطيع أوصال بلادهم، وما ناموا على الضيم ولا رضوا بالهوان، وإنْ هم هدؤوا قليلاً فإنه هدوء البركان، ما انطفأت في قلبه النار ولكن وقفت لتعود فتنطلق، ولا يطمئنّ إلى البركان إذا هدأ إلاّ الأحمق المغرور. ما استراحوا يوماً ولا أراحوا المستعمرين حتى اضطروهم إلى إنشاء «الاتحاد السوري» الذي يضمّ حكومات (!) دمشق وحلب والعلويين، ثم اقتصر على دمشق وحلب. وكانت «الدولة السورية» التي وُلدت في 15/ 12/ 1924 ولم يرضَ بها أحد. واستمرّ النضال وقامت الثورة، ثم جاء المسيو دو جوفنيل مفوضاً سامياً، وأعلن أن السّلم لمن أراد السّلم والحرب لمن أراد الحرب، وما عرض السّلام إلا مضطراً، ولو قدر أن يُخمِد الثورة حرباً ما طلب ذلك سلاماً.

وكانت الانتخابات، وجاءت «الجمعية التأسيسية» في نيسان (إبريل) سنة 1928 لوضع دستور للبلاد ... وللحديث بقايا.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015