ومحمد هو محمد فوزي باشا العظم، والد خالد بك رئيس وزراء سوريا مرّات. وفي ذهني أن شيخ مشايخنا الشيخ عبد المحسن الأسطواني كان من النوّاب في المجلس العثماني، ولست أحقّق ذلك ولا أدري متى كان، وللشيخ عبد المحسن حديث طويل يجيء -إن شاء الله- عندما أتكلم عمّن عرفت من أعلام الرجال.

وفي أوائل حكم الفرنسيين ألّفوا مجلساً أظنّ أنهم سمّوه المجلس التشريعي، لا أذكر عنه إلا أنه كان في البهو الغربي من سراي المرجة وأن الناس قاطعوه وقاطعوا من دخله. وفي ذاكرتي صورة واضحة هي أن إمام الشافعية في الأموي، الشيخ عبد الحميد العطار، كان قد رضي أن يكون عضواً فيه، فترك الناس الصلاة خلفه وانقطع هو عن الإمامة، ثم عاد فجأة، فلما سمع الناس صوته وهو يكبّر تكبير الإحرام لصلاة العشاء سلّموا وتركوه. وأستغفر الله لهم من هذا العمل، فإنه لا يجوز!

ثمّ كان أول انتخاب لأول مجلس، هو المجلس التأسيسي الذي وضع الدستور. وقد حدثتكم من قبل عمّا صنع الجنرال غورو، وهو ما يصنعه جَهاراً كلّ غاصب مستعمر وما يصنعه سراً كل عدوّ أو عون للعدوّ، وهو تفريق جماعتنا وإيقاع الفُرقة بيننا، والكيد لأخُوّة الإيمان بإحياء العصبيات الجاهلية التي تجعل العرب عَرَبَيْن (كما يقول المثل) بل ثلاثة أو أربعة ... واللهُ ما أراد إلا أن يكون العرب المسلمون فرعاً واحداً من دوحة الأمة المسلمة الواحدة. قسّم غورو البلاد التي عرفتها أيام طفولتي ولاية عثمانية (أو بعض ولاية) قسمها فجعل منها خمس حكومات:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015