(غالباً) قراءة الكتب التي قرؤوها (?) على مشايخهم يعيدون إقراءها تلامذتَهم، فما كانوا يزيدون عليها أو يَزِنون ما جدّ في عصرهم بميزانها. ولقد جدّت أفكار ومذاهب، وجدّت معاملات مالية وأوضاع اجتماعية لو كانت على أيام مؤلّفي تلك الكتب لبيّنوا حكم الله فيها، أيام كان العلماء يذكرون أن الإسلام لكل زمان ومكان وأن هذه الكرات التي ركّبها الله بين أكتافهم جعل فيها دماغاً هو أداة التفكير، لم يجعلها صندوقاً لشريط تسجيل يدوَّن فيه ما يسجَّل عليه، فإن أردنا إعادته أعاده، فإذا مللناه محوناه أو تولّى محوَه مرّ الزمان. ما قصّروا هم ولكن نحن المقصّرون.
و «أفندية» من المدرّسين والطلاّب في مدارسهم أو في جامعتهم، لا يعرضون للمشايخ ولا يكاد يعرض المشايخ لهم. وما حملوا (أي المشايخ) على المدارس الرسمية ودعوا إلى مقاطعتها إلاّ عندما يئسوا من إصلاحها (من غير أن يحاولوا إصلاحها!) وذلك عندما قامت نهضة المشايخ.
كان المشايخ والأفندية كالخطّين المتوازيَين كما قلت من قبل، فانعطف هذا قليلاً (أعني خطّ طلاّب المدارس) وذاك قليلاً