وأنا أنكر على من يكون موظفاً في حكومة يوجّهها المستعمرون كما يشاؤون؟ لم يبقَ أمامي إلاّ التعليم.

حياتي كلها موجات يبعثها الله فتوجّه زورقي إلى حيث يريد؛ منعطفات ما كان شيء منها بتدبيري واختياري بل باختيار الله لي. وأعود فأكرّر أني لست مسيَّراً، وأن من يزعُم أن الإنسان مسيَّر يُقِرّ في نفسه بأنه أحمق. الإنسان مخيَّر ولكن دائرة اختياره ضيّقة ومدى حرّيته في الانطلاق قصير، لذلك كان علينا التفكير، وعلينا أن نستشير ثم نستخير، فنسأل الله أن يبلغنا من الخير ما نعجز عن بلوغه إلاّ بعونه.

من ذلك أنه كان في دمشق مدرسة أهلية أثرية اسمها «المدرسة الأمينية»، قريبة من الأموي، كانت أقدم مدرسة للشافعية في دمشق، عمرها قريب من عمر الأزهر، مديرها ابن خالتي الشيخ شريف الخطيب. وكان يعلّم فيها أخوه الشيخ طه، فجئت أزوره يوماً من أيام سنة 1345هـ فيها فعلقت رجلي بالفخّ.

وكانت هذه الزيارة «منعطَفاً» كبيراً في طريق حياتي (?)؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015