لذذت وما أَلِمْت وما سعدت وما شقيت، إلاّ بقايا صور في ذهني وأحاديث على لساني.
هي هذه الذكريات التي طالت حتى سئمتموها ومللتم منها، فسأدع الآن حديثها.
لقد عزمت على أن أطوي أوراقي وأمسح قلمي، وآوي إلى عزلة فكرية كالعزلة المادية التي أعيشها من سنين، فلا أكاد أخرج من بيتي ولا أكاد ألقى أحداً من رفاقي وصحبي. ثم قلت: أسأل القرّاء وأسأل صاحبَي الجريدة، فإن شاؤوا اعتزلت. ولقد وضعت استقالتي تحت أيديهما من سنين ثلاث. وإن شاؤوا جعلت بدل الذكريات خواطر ومشاهدات (?)، على أن يسمحا لي ويسمح القراء قبل أن أدعها أن أُكمِل شيئاً شرعتُ فيه.
* * *
كان أمامي قبل أن أشرع في كتابة هذه الحلقة كتاب أُنجز طبعه ولم تُخَرّم كراريسه ولم يوضَع غلافه، اسمه «كلمات نافعة»،