الدعاية»، ثم كلّفوني الرحلة التي تكلّمت من قبل عنها، فلا أُعيد الكلام فيها، فزُرت فيها باكستان والهند وسنغافورة والملايا وأندونيسيا.
وكان الذي جرّني إليها وإلى هذه الحِجّة من بعدها، والذي كان هو سبب تشرّفي بالحياة هنا في المملكة، هو أخي وصديقي الشيخ محمد محمود الصوّاف، كما كان سبب كتابة هذه الذكريات ولولاه لَما كتبتها، هو وولدي وصديقي الأستاذ زهير الأيوبي.
جئت في وفد المؤتمر مع الأستاذ سعيد رمضان والأستاذ كامل الشريف. وكامل أشهد أنه من أكمل الرجال، عرفته في المؤتمر شاباً صغير السنّ كبير العقل، رزيناً في أدب، بليغاً من غير فضول، لا يحسّ جليسه بثقله. ورُبّ جليس تجالسه تحسّ أنه يجثم على صدرك كأنه كتلة ضخمة متحجرة من الثلج في يوم بارد.
كان الأستاذ سعيد يذهب هنا وهناك، فهو رجل خَرّاج وَلاّج، وأبقى أنا وكامل، يُصغي إذا تكلمت أنا ويُحسِن ويُفيد إذا تكلّم هو. كان يرفق بي فلا أجد منه إلاّ ما يسرّ. ثم صحبتُه كرّة أخرى إلى طهران لمّا انتخبونا لنسعى لإنقاذ صديقنا نواب صفوي (رحمه الله) من الموت الذي حكموا به عليه، ولذلك