كلية الطب بدمشق، وكان أول من أخصى (?) (أي تخصّص) في الأمراض الجلدية في الشام، وكان أديباً وعالِماً بالعربية، جاءنا مدرّساً في مكتب عنبر سنة 1345هـ، ومنه سمعت أول مرة كلمة «حَنْجَرة» بفتح الحاء، وكان أساتذتنا يضمّونها.

وقد قرأت من نحو شهرين في هذه الجريدة واحدة من مقالات متسلسلة عن القناة الهضمية لطبيب اسمه الدكتور شماعة (أو شيء يشبه هذا الاسم) فيها أن الحَنجرة أول أعضاء الجهاز الهضمي وأن الطعام يمرّ منها، وضحكت وأنا أقرؤها حتى دخلَت ذرة من الطعام في حنجرتي بدلاً من أن تدخل في البلعوم فكدت أختنق! فكيف يدخل الطعام إليها ويمرّ منها؟ هل هذا جهل في الطب أم باللغة؟ وكلاهما قبيح من طبيب.

وعرَتني مرة حكّة قوية تأتي مفاجأة في موقع يجب ستره فكنت أُضطرّ أن أقف إلى جانب الطريق لأحكّ الموضع، فذهبت إليه (أي الدكتور محمد محرم) وأنا خائف من هذا الذي عراني لا أدري ما هو، ففحصني وطمأنني وقال لي: إنك لا تحتاج إلاّ لبعض المهدّئات الخفيفة وليس بك شيء. وكتب لي اسم الدواء. ولقيته بعد ذلك بمدّة فسألني فخبّرته أن ما أشكو منه قد زال، ثم ضحكت وقلت: ياسيدي، إنني لم أشترِ الدواء ولم أستعمله،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015