أوَتعرف -لك الويل- بمن ضحّيت؟ ضحّيت بمن كان أعلم المسلمين بالشرع (?) الجنائي في الإسلام، ومن سنحتاج إليه غداً فلا نجده ولا نجد مثله، فنبكي عليه حزناً وأسفاً ويضحك عدوّنا شماتة وسروراً. بمن ألّف الكتاب الجليل «التشريع الجنائي في الإسلام» الذي تُرجم إلى كثير من لغات الناس وتقرّر تدريسه في الجامعات، وتزاحم الجميع على تكريم مؤلّفه وبعثوا يطلبونه، فقيل لهم: إنه لا يستطيع أن يحضر حفلات التكريم لأن عبدالناصر كرّم علمه وفضله بحبل المشنقة!

يا عبد الناصر، جزاك الله بما تستحقّ.

بسيد المجاهدين الفرغلي، بالشيخ الذي أفزع بريطانيا حتى جعل راديو فايد (?) ينادي كل يوم ثلاث مرات بأن من جاء برأسه فله خمسة آلاف جنيه (?) فجاءهم برأسه عبد الناصر.

فيا عبد الناصر، جزاك الله بما تستحقّ.

بالذي لاحت عمامته مرة للإنكليز فغلبَت هذه العمامةُ مدافعَ الإنكليز، وكان ذلك في آب (أغسطس) سنة 1953، أي في السنة الماضية، يوم اختفى الطيار البريطاني فأنذروا حكومة مصر بالويل والثبور إن لم يَعُد وأمهلوها للتاسعة من صبيحة الغد، وانطلق صلاح سالم يتكلّم في الإذاعة كلام المُستطار اللُّبّ يُبدئ ويُعيد ولا يعرف أحدٌ ما الذي كان يريد، إلى قريب الفجر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015