على أنك ترى حول البلد (أو كنت ترى) بحراً من الخضرة والنبت والشجر.

وأرى دمشق كأنها طائر حطّ ليستريح، جسده وسط السور وجناحاه ممتدّان إلى ميدان الحصى وحيّ المهاجرين. أو كأنها عروس أتعبَتها حفلة الزفاف فنامت: رأسها على ركبتَي قاسيون وقدماها في قرية «القدم»، وقلبها حيال قلب البلد الذي يهفو إليه قلب كلّ مسلم، وهو المسجد، الجامع الأموي، أقدم المساجد الفخمة في ديار الإسلام (حاشا الحرمين). وإن كان التأنق في تفخيم المساجد وتزويقها وزخرفتها مما لا يستحسنه الإسلام.

على أني سأعود ثم أعود إلى الحديث عن دمشق. والحديثُ عن دمشق لا يُمَلّ، ولو أني كتبت عن كل شهر عشته فيها صفحتين لكان من ذلك كتاب أكبر من القاموس المحيط.

* * *

أرجع إلى ذكرياتي:

قرأتم في بعض ما كتبت قديماً قصة الساعات التي قضيتها في الكتّاب (?). بل الذي قرأتموه هو بعض القصة، طرف منها. في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015